لم يكن امي فرار

لم يكن امي فرار

عذرا اماه لم يكن بيد ساعتها الاختيــــــــــــــــار

ساعات في العمر لابد فيها ان تنفذ الاقــــــــــدار

لا نملك فيها سوي الدعاء لله الواحد القهـــــــار

لم يكن اماه تركي لك ومغادرة الـــــــــــــــــــدار

كما وصفوها ضعف وهروب وفـــــــــــــــــــرار

لكن اماه قلبي يعتصر وانت في الاحتضـــــــــار

لم يحتمل صغيرك ما وصفه بالاعصــــــــــــــار

نعم بل هو اشد,وخلف بعده راكم ودمـــــــــــــار

لم احتمل دمع ابي الذي فاض مــــــــــــــــــدرار

لبس صغارك ثوب الحداد لم يكن لنا اختيـــــــار

لم يعتادوا تلك المراسم ولكن ثبتوا بوقــــــــــار

سرت اركض خلف نعشكي تداهمني الافكــــــار

اهذا الوداع امي ستذهبين الي آخر المقـــــــــار

ااعود من غيرك من سيلقاني عند باب الـــــدار

علي من سأنادي أماه بعدك انه حقا أشد اختبـار

اتدرين ماذا حدث ذبلت وضعفت تلك الازهـــــار

التي افنيتي عمرك في رعايتها بأفتخــــــــــــــار

حتي رفيق دربكي لم يحتمل واثر الاسفــــــــــار

ودعنه  ليلحق بكي انها امي ما تفعل الاقــــــدار

واصبح شبلك يا امي بعد اعوام صاحب القـــرار

ولكن بعدما غادر الجمع وارتحلوا وتركوا الـدار

لم يبقي فيها سوي منكسرا ما عرفت الانتصــار

رحت عنها مرغماً لم احتمل طول الانتظـــــــــار

وأعود إليها كل حينأً ودموعي سيل أمطـــــــــار

اذكر ما كان فيها من عطفاً ومسرة وعمـــــــــار

وادعو لكي ولأبي ان يغفر ربي الرحيم الغفـــــار

لن اسلاكي يا امي ما تعقب علي ليلاً ونهـــــــــار

لقاءٌ الحوض امي نشرب من يد نبينا المختــــــار

هذا رجائي ومطلبي من خالقي مقدر الاقـــــــــدار

ابو يوسف الانصاري